ببليوجرافية : صفحة 179-194.

هناك سؤالات كثيرة تتوالد مع مثيرات الفكر، والعقل الإنساني اليوم لا يهدأ تفكيره ولا يسكن من جراء تلك النوازل المدلهمة التي أصيب بها العربي في عقر داره، وقضى كثير منها على حاضره، ولا يزال خائفا على مستقبله يترقب. يتساءل العقل العربي عن الأحداث التي تصيبه : كيف يفهمها ؟ وكيف يتعامل معها ؟ وكيف يتفادى آثارها ؟ إلى غيرها من التساؤلات التي تتوالد كلما اخرج رأسه من قمقم الحزن ونظر إلى واقعه الأليم، هذا الواقع الذي يمر بتحولات لم يسبق ان مرت به خلال العقود الخمسة الماضية، وهي تحولات ليست عادية كما مر على المجتمعات في تاريخا الغابر؛ بل هي تغيرات خلاف المألوف البشري والتاريخي. والمشهد العربي يحكي - بأسى - أن دولا كالعراق وسوريا واليمن والصومال وليبيا وغزة، قد عادت ألف عام للوراء، سوى ما خرج من تحت الأرض من ثارات قديمة عفا عليها الزمن والتاريخ، وأحقاد لا يمكن أن تنطفئ إلا بوابل من العفو والتسامح وقوة النظام وهيبة الدولة، وهيهات هيهات أن يحظى العربي في تلك الدول بهذه القيم التي أصبحت كالأحلام في لياليه السوداء المظلمة باليأس والخذلان. وهذه التساؤلات التي حوتها هذه الوريقات، من باب الإسهام في وضع الشموع في طريقنا الطويل، لربما احتاجها عابر للخير، أو باحث عن إصلاح. وقد قسمت على موضوعات سبق أن كتبت في مقالات تدور حول المعنى ذاته، إما بيانا لخلل أو توصيفا لمرض، أو تبشيرا بفرج.